
بدأت الإجازة ، الأبناء يستعدون لها بكل شغف وحب ويجدون بها راحة من ضغوطات المدرسة وقوانينها وتحررا من كل قيود الدراسة والكتب ، والأهل يجدون بها قلقا إضافيا واستنزافا لأعصابهم ، ولكن ما الذي سيحدث إن خططنا جيدا لقضاء وقت ممتع برفقة أطفالنا ، وقت نقضيه بحب وفائدة فننعم بأجوائنا العائلية الدافئة ، عندها ستكون عطلتنا مكسبا ووقتنا مثمرا ، فكيف لنا أن نخطط ؟ وهل من فعاليات يمكن أن تغذي عقولنا مرحا وعلما ؟
نحن كآباء قد نختار إرسال أطفالنا لناد شتوي له برنامج واضح ومنظم فنريح أنفسنا من عناء التنظيم لهم لكن هناك فئة منا تبقي أطفالها في المنزل تحت وطأة الوعيد والتهديد لهم بأن يكفوا عن الفوضى والعراك ولكن لو نظرنا لهم لوجدنا أنهم يفرغون طاقة كامنة كانت تتفرغ ساعات دوامهم المدرسي ، فكم جميل أن نشاركهم إياها وننظمها لهم ، محولين بيوتنا لنواد تحتويهم بحب العائلة ، مراعين بذلك أعمار ابنائنا وميولهم علما بأن كثير من الأنشطة التي تعد يشترك بها الكل بغض النظر عن عمره والفرق الذي نلمسه هو ردة الفعل والإنجاز الذي غالبا ما يفاجئنا به الصغار .
وهنا نجد بعضا من الأنشطة التي تثري العقل وتغذي الروح:
-
تعرف على الهوايات التي يحبها أبناؤك واحضر لهم مواد تساعدهم على تنفيذ هذه الهوايات والاستمتاع بها، وشاركهم النشاط لتقوية التواصل مع أبنائكم.
-
خوضوا معهم تحدي القراءة وحددوا عدد الكتب التي يجب أن يطالعها كل منكم، مع مناقشة ما تمت قراءته لتعزيز الفائدة وفتح آفاق مفيدة للحوار.
-
زيارة أماكن ترفيهية مترافقة مع أنشطة كالتأمل والتصوير وألعاب أخرى لئلا تكون فارغة المضمون فهذا يجعل منها نزهة للجسد والعقل معا.
-
ضعوا جدولا للمهام المنزلية ، يحتوي على حوافز ومفاجآت لهم خاصة إن كانوا صغارا وهذه أول مرةيشاركونكم فيها تلك الأنشطة .
-
دع طفلك يشاركك بإعداد وجبة طعام أو طبق حلوى ، وإن كان عمره يسمح دعه يفعلها وحده ، فهذا يعزز الثقة والاعتماد على النفس .
-
اجعل طفلك أو ابنك مهما كان عمره رفيقا لك في زيارتك لأقربائه فهذا يعزز علاقاته بمحيطه ويصنع جسورا للترابط الأسري والاجتماعي تنمو معه.
-
القيام بأعمال تطوعية خيرية برفقة أطفالكم كزيارة يتيم او كعمل خيري بحيث ترسخ هذه الاعمال بذاكرة ابنائك وتنمي الجانب الانساني بداخله .
-
اخرج عن المألوف مع طفلك واترك وقتا للمرح بينكم ، قم بعمل مسابقات تشاركها أبناءك كنط الحبل ، الشطرنج ، لعبة بازل ، ألعاب الذاكرة ، مسابقات ثقافية ، واحرص على أن يتخللها جوائز تحفيزية لإشعال التنافس ففي ذلك تهذيب للنفس وصقل للشخصية وتنمية للجسد والعقل . "ملاحظة : لا يشترط بالجائزة أن تكون مادية ، فقد تكون الجائزة معنوية مثل مكافآت وغيرها."
-
خصص وقتا مع طفلك لحفظ القرآن الكريم أو تعلم السيرة النبوية أو حياة الصحابة، ففيها عبر ومواقف تهذب النفس والروح.
-
اجعل من منزلك مختبرا علميا مصغراً، فكثير هي التجارب العلمية الآمنة التي تغذي العقل وتضفي مزيدا من المرح.
-
في العطلة علمه مهارة تنظيم الوقت، فهذه مهارة لا تضيع فائدتها مع تقدم الوقت وإنما تزداد الحاجة إليها، علمه أن يعتمد دفتر الملاحظات لترتيب مواعيده وتنظيم دروسه وغيرها.
هذه بعض مما قد نصنعه برفقة أبنائنا ، وقد يكون كلولي أمر فينا بنك أفكار متنقل يطبق أفكاره في عائلته ، وتذكر دوما كمسؤول عن أبنائك أن الإجازة فرصة للتعلم بحرية في مجال يحبه الطفل بطريقة محببة له أيضا وفي الوقت الذي يحب أيضا ، فلنحرص على ألا نضيع وقت أبنائنا كبارا كانوا أم صغارا .
إضافة تعليق جديد